الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في حوار خاص: الديبلوماسي أحمد ونيس يتحدّث عن "المسرحية" التي حبكها التحالف الغربي في سوريا ويحذّر

نشر في  12 أفريل 2017  (12:13)

التحالف الغربي ضد النظام الســـوري افتعـل مســرحية «الســلاح الكيميائي» من أجـــل تبــريــر ضربتـــه

اسرائيل هي الـمنتفع الأول من ضرب سوريا

شنت أمريكا يوم الجمعة الماضية عدوانها الغاشم ضدّ النظام السوري عبر قصفها ب59 صاروخا قاعدة الشعيرات العسكرية التي زعمت دون دليل أو برهان أنه «معقل» انطلاق القصف الجوي «الكيميائي» الذي استهدف مؤخرا مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال شرق سوريا والذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء..
 هذا العدوان الأمريكي على سوريا ساهم في تقسيم الرأي العام الدولي وخاصة العربي من بين أطراف استنكرته ونددت به واعتبرت أن ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعد انتهاك لحرمة وسيادة دولة قائمة بحد ذاتها ومهاجمة لنظام بان بالكاشف أنّه عدو كل القوى الظلامية الداعشية التي تحاول يائسة الفتك بأرض الشام، وبين أطراف أخرى ألهمت الضربة الأمريكية قريحتها فسارعت لمباركتها وتمجيدها غير مدركة انها مثلت عدوانا ضد العروبة وضدّ العرق العربي ايا كان مأتاه..
أطراف غير واعية ان بداية ما حدث الجمعة الماضي في سوريا قد يكون تجديدا لذات السيناريو العراقي الذي ساهم في تدمير بلد الرافدين بعد حبك مكائد غربية على حيازة النظام العراقي آنذاك على أسلحة كيميائية وانطلت حيلها على الكثيرين..
في هذا الإطار ارتأت أخبار الجمهورية الحديث مع الديبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس لاستبيان موقفه من الضربة الأمريكية ضد سوريا وانعكاساتها فضلا عن عدة مسائل أخرى تصب في ذات الخانة تكتشفون تفاصيلها تباعا..

- في البداية، ماهو موقفكم من العدوان الذي شنته أمريكا مؤخرا على سوريا؟
اعتقادي أن لا شيء يبرر الضربة الأمريكية إلا أن ذلك عكس النية المبيتة في ضرب النظام السوري في ظلّ إخفاق العملية العسكرية أو المواجهة العسكرية الغربية ضد سوريا بحكم التدخل الروسي الذي قضى عليها، ذلك فالتحالف الغربي ضد النظام السوري افتعل عملية «السلاح الكيميائي» بخان شيخون من أجل تبرير ضربه للنظام السوري..
ومن هذا المنطلق أعتقد أن هذه الضربة إن دلت على شيء فهي تدل على ضعف الإستراتيجية التي يتوخّاها الصف الغربي ضد سوريا بعد فشله في العملية الحربية وهو ما دفعه للقيام بعملية انتقامية خاصة وسط هالة الضعف والارتباك الذي باتت تحوم حول عملائه في مفاوضات التسوية السورية أو بما يعرف بـ»أستانا»، هذا الضعف الذي ازداد بعد فقدانهم الكلي للدعم الميداني إثر خسارة عمليتهم الحربية..
-  قلتم بأنّ التحالف الغربي افتعل مسرحية الكيميائي بخان شيخون من أجل تبرير ضربه للنظام السوري فهل توضّحون ذلك؟
بالنسبة لي لا أرى أي مصلحة للنظام السوري من استعمال السلاح الكيميائي في ظل انتصاره الميداني، حيث أن الشيء الوحيد الذي ما زال أمامه في الواجهة الحربية العسكرية هو نفض الذي تبقى من الميليشيات المسلحة التي يرعاها التحالف الغربي ولذا فأنّ استعماله للأسلحة الكيميائية  ليس في مصلحته..
أمّا بخصوص مسألة انفجار السلاح الكيميائي فإنّ تفسيره يفرض طرح احتمالين الأول هو أن يكون ما وقع مجرّد عملية افتعالية ملفّقة ضد النظام السوري لتبرير ضربه بمعنى أن الغربيين قاموا بعملية جوسسة تم من خلالها زرع السلاح الكيميائي وتفجيره ومن ثم رمي بالمسؤولية على النظام السوري..
 - وماذا بشأن الاحتمال الثاني؟
 أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون القصف الجوي التابع للنظام السوري قد أصاب مستودعا به ذخيرة من الأسلحة الكيمياوية مما أدّى إلى تفجيره بطريقة غير مقصودة فالنظام السوري ليست له أية مصلحة لاستثارة موجة عالمية من الاستنكار والتنديد بالصنيع المزعوم..
 إذن إما أن تكون فعلا عملية سورية نظامية غير مقصودة وتم تهويلها من قبل الغرب لإيجاد ذريعة لضرب نظام بشار الأسد، أو أن تكون عملية كيدية غربية بامتياز..
- وحسب رأيك ماهي عواقب هذا العدوان الأمريكي على سوريا؟
 في البدء تجدر الإشارة إلى أن الضربة الأمريكية لن تكون انطلاقة حرب ميدانية ثانية من الغرب ضد سوريا لأن العمليات الحربية انتهت بانتصار النظام السوري وحلفائه (إيران وروسيا وحزب الله اللبناني)، لذلك فإن هذه العملية لن تكون لها عواقب حربية ميدانية رغم أنها ستساهم في شن حملة إعلامية ضد جبهتي النظام السوري والنظام الروسي اللذين تعودا بمثل هذه الحملات..
في المقابل ستخدم تلك الضربة الأمريكية إسرائيل التي تخشى استعمال السلاح الكيميائي ضدّها وبذلك ستساهم هذه العملية في طمأنتها وبعث إشارات تحذير من استعمالها..
 على صعيد آخر سوف تساهم العملية الأمريكية في بعث رسالة إلى كوريا الشمالية لتحذيرها من ضربة مشابهة في حال استعمالها السلاح النووي..
 - وباعتقادك هل ستكون هنالك ضربة أمريكية عسكرية ثانية في سوريا؟
لا أعتقد هذا إلا في حال تجدّد افتعال مسرحية استعمال النظام السوري لأسلحة كيميائية مرة أخرى عبر حبك حيل دسيسة لتبرير ضربة ثانية كما هو الأمر للأولى..
- ندّدت الخارجية التونسية في بيان رسمي لها باستعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا لكنها في المقابل لم تفصح عن موقفها من الضربة الأمريكية فماهو تعليقك؟
الحكومة التونسية يجب أن لا تتسرع في إبراز موقفها من الضربة الأمريكية في سوريا، في المقابل أثمّن إدانتها استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، فتونس دولة متحضرة وتنضوي  صلب الاتفاقية العالمية التي تحجر استعمال السلاح الكيميائي.. علما أنها لم تدن في بيانها الرسمي طرفا بعينه وهذا أمر طبيعي وحذر يليق بكل دولة مسؤولة طالما لم تتحدد بصفة رسمية هوية الجهة المتورّطة ..
- ختاما ما هو تعليقكم بخصوص الهجومين الإرهابيين على كنيستين بمصر يوم الأحد الفارط؟
تتالي الضربات الإرهابية في مصر تأتي في سياق تواصل المواجهة بين الإسلام الراديكالي والأديان الأخرى خاصة المسيحية واليهودية، والنظام المصري لم يقم بالإصلاحات الضرورية بعد ضرب الإخوان المسلمين في مصر إذن فعملية التطرف الديني مازالت قائمة ولا تكفي مقاومة التطرف الديني من قبل الحكومة والدولة المصرية كعزلها الإسلاميين عن الدولة وعن الحكم مثل ما فعلته بالرئيس السابق مرسي بل يجب البحث عن سبل لإصلاح الإسلام..
والسعي إلى إدخال تعديلات صلب الفلسفة الدينية خاصة في الظرف الحالي ووسط الحضارة التي نعيشها، فإذا اكتسينا بالمقاومة والجزر فإننا لن نستطيع معالجة الراديكالية الإسلامية..

حاورته: منارة تليجاني